قدّمت شركة الكرنك منذ انطلاقها خدمات متنوعة على صعيد النقل والمنتجعات، ولاقت استحساناً من قبل الكثيرين، وازدهرت لسنوات عديدة باعتبارها الشركة الوحيدة في تلك الفترة، مما ترك أثراً طيباً، وسمعة جيدة، وذكريات وحكايا عند كلّ أسرة، إلى أن دخلت شركات خاصة منافسة، وبسبب ظروف متعددة، تمّت تصفيتها، وبالرغم من ذلك بقيت بصمتها في الذاكرة.
واليوم أعيد ترخيص الشركة وتم تأهيل أُسطولها للنقل السياحي والشعبي، ومنتجعاتها السياحية.

وفي هذا الخصوص بيّن فايز منصور مدير عام الشركة السورية للنقل والسياحة بأن شركة الكرنك كانت الأولى بالنقل في تخديمها بالرحلات لكافة المحافظات، بالإضافة لمنتجعاتها السياحية، التي كانت في مستوى جيد، وظهر ذلك جلياً من خلال الإقبال.
وبعد الازدهار الذي حققته الشركة، حتى فترة التسعينيات، دخلت شركات خاصة منافسة، ولم تستطع الشركة مجاراتهم بسبب القوانين والتسهيلات التي حصلت عليها الشركات الخاصة، وبسبب قدم وتهالك أُسطولها ومنتجعاتها، توقفت شركة الكرنك وتم تصفيتها وانحلالها بالكامل،مضيفاً : ولكن بعد فترة من الزمن تمّ إعادة ترخيص الشركة، بإسم(الشركة السورية للنقل والسياحة) بدلاً من الكرنك، وتمّ تقديم الأماكن والمنشآت من قبل وزارة السياحة والوحدات الإدارية، على اعتبار أن الشركة الجديدة مملوكة للدولة، وتبلغ أسهم وزارة السياحة ٦٧ بالمية من أسهمها، كما يدخل في الملكية مصرف التوفير، وعلى ذلك أصبحت الشركة تشكل الذراع التنفيذي لما يصدرعن مجلس إدارة الشركة، الذي يرأسه وزير السياحة، وملزمة بتنفيذ خطّة الوزارة دائماً، سواء بتنشيط السياحة، أو دعم المشاريع السياحية الشعبية، والنقل الجماعي، وتسهيلات أخرى للمنظمات وموظفي الدولة, وأشار منصورإلى خطّة الوزارة لتطوير المشاريع السياحية الشعبية، ضمن ضوابط معينة، وأسعار مدروسة تناسب معظم شرائح المجتمع.
وبناءً عليه قدّمت الوزارة والوحدات الإدارية تسهيلات على أراضي الوزارة واستثمار أراض مملوكة للوحدات الإدارية، على اعتبار أن الشركة عند تصفيتها لم تعد تملك أراض أو منشآت ليتم إعادة تأهيلها.
النقل الشعبي قريباً
وقال منصور: لقد بدأنا بتجديد أسطول النقل، كإعادة تأهيل وتجديد بعض البولمانات القديمة، وشراء بولمانات جديدة.
وقد دخلت هذه البولمانات حالياً في إطار الرحلات السياحية، وقريباً جداً سيكون هناك تسيير رحلات ضمن المحافظات واحدة تلو الأخرى، وعليه تكون الشركة قد دخلت بدور مساهم في خدمات النقل الشعبي الجماعي والسياحة الشعبية.
وتابع منصور: مبدئياً سيتوفر عشر بولمانات تقريبا، سعة ٤٥ راكب، ضمن خطة النقل بشكل عام، ورحلتين يومياً على كلّ مدينة، بأسعار بطاقات تشجيعية ومدروسة من قبل وزارة التموين، وبالتأكيد ستكون منافسة للشركات الخاصة.
وعلى ذلك تسيير الرحلات بين المحافظات بات قاب قوسين أو أدنى، فبداية سيتم تسيير بولمانات كبيرة من كراج دمشق إلى كراج طرطوس أو اللاذقية، وعند الوصول سيكون هناك بولمان آخر ينطلق من الكراج إلى الشاليهات, وفي حال كانت رحلة سياحية، فيتم الانطلاق من كراج دمشق إلى المنتجع مباشرة.
المنتجعات السياحية
ولفت منصور إلى أنها تملك سبعة منتجعات، وكانت البداية مع تنفيذ مشروع بمستوى ثلاث نجوم « بلو باي» بمدينة طرطوس على شاطئ الأحلام، وفندق « روز ماري» في مدينة دريكيش، وعلى المستوى الشعبي هناك شاطئ الكرنك العائلي بمدينة طرطوس على شاطئ الأحلام، وهو عبارة عن إقامة بالشاليهات، أو الدخول ليوم واحد.
كما نفذت شاليهات بوادي قنديل باللاذقية، أيضا إقامة أو الدخول ليوم واحد، بالإضافة إلى شاطئ الرمل العائلي ليوم واحد، ونعمل حالياً على تطوير منتجع « لا بلاج» بفندق مستوى نجمتين وسينطلق قريباً.اضافة لمنتجع بدريكيش على البحيرات، ومنتزه الجولان السياحي في القنيطرة للدخول ليوم واحد.
الخدمات والأسعار
واوضح منصور بأن جميع المنتجعات سواء للإقامة أو لليوم الواحد، يتوفر فيها ألعاب مجانية للأطفال، وألعاب رياضية وشاطئية، مع جميع الخدمات الأساسية من كبائن للملابس ومظلات وعدد من نقاط البيع واسعار الدخول للسباحة (٢٠٠٠)ليرة للكبار، وأسعار خاصة لذوي الشهداء والجرحى، ومجانية للأطفال الذين برفقة أهلهم،
والإقامة في غرفة تتسع لأربعة أشخاص يبدأ السعر من (٦٠٠٠٠) ليرة وتزداد حسب الخدمات المطلوبة.
وتعتمد معظم منتجعاتنا على الطاقة البديلة، ودعم من مولدات الكهرباء ليلاً.
وختم منصور أن الشركة السورية للنقل والسياحة من الشركات الرابحة، وذلك بسبب الدعم الحكومي المقدم من وزارة السياحة والوحدات الإدارية من حيث تقديمها للمنشآت، مما خفف عبئاً كبيراً على الشركة من تكاليف هذه المنشآت، وانعكس هذا الدعم على الأسعار والأرباح، فالحجوزات كاملة دائماً بسبب جودة الخدمات ونقص التكاليف.